حياتنا زهرة جميلة تزهر أوراقها وتظهر العطر الجميل الجذاب بنور محبتنا لله تعالى ولرسوله "صلى الله عليه وسلم" وال بيته الطيبين والصحابة والناس أجمعين، بمحبتنا لهم نجد السعادة والهناء في حياتنا.
أنظر إلى محبة سيدنا وحبيبنا الإمام علي "رضي الله عنه" لحبيبنا وشفيعنا يوم المحشر رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم"، من شدة محبته له، أنه كان يتمنى الموت واللحاق بالرسول "صلى الله عليه وسلم"، حيث قال في رثائه:
نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعد في الحياة وإنمـا أبكي مخافة أن تطول حياتي
وأنظر إلى محبة الإمام الشافعي لرسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم"، حين قال:
قالوا ترفضت قلت:كلا ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شـــك خيــر إمــام وخــير هـــادي
ومحبته الى ال بيته "صلى الله عليه وسلم"، حين قال:
آل النــبـي ذريعتـــي وهم اليــــه وسيلتـــي
أرجو بهم أعطى غداً بيدي اليمين صحيفتي
وقال:
يا آل بيت رسول الله حبــكم فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له
كي نجعل حياتنا زهرة جميلة ينبغي علينا أن نطلق ورقة المحبة بوجه كل من نحب من الناس، ونجد ذلك واضحاً وقد أطلق الله تعالى ورقة محبته للمحسنين في القرآن الكريم بقوله تعالى "إن الله يحب المحسنين" الآية (13) من سورة المائدة، وبقوله تعالى"واحسنوا إن الله يحب المحسنين" الآية (195) من سورة البقرة، وقد ورد عنه "صلى الله عليه وسلم" أنه قال ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه)، ومن أبيات سيدنا علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" حين أعلن محبته للرسول "صلى الله عليه وسلم"، وكذلك من أبيات الإمام الشافعي حين أعلن محبته للرسول "صلى الله عليه وسلم" وال بيته الكرام الأطهار عليهم أفضل السلام منا ورزقنا رؤيتهم في الجنة أجمعين، لذلك نجد أنه لزاماً علينا إذا أردنا أن نجعل حياتنا زهرة جميلة علينا أن نعلن حبنا لمن نحب لكي ننشر المحبة والود والألفة والتفاهم بيننا.
هل جربتم الإحساس بورقة المحبة؟
هل أعلنتم هذا الإحساس أمام زوجاتكم أو هل أعلنتن هذا الإحساس أمام أزواجكن؟
هل أطلقتم ورقة المحبة وأنتم أساتذة أو مدرسين أمام الطلبة في الجامعة أو المدرسة؟
هل جعلتم ورقة المحبة تزهر أمام شمس الوالدين أو الأصدقاء أو الاخوة أو الأخوات أو الأبناء؟
ربما الكثير يقولوا نعم، والكثير يقولوا لا، أنا أقول نعم جربت هذا الإحساس، وشعرت بأن ورقة المحبة الصادقة هي أجمل إحساس يمكن أن تطلقه في قلوب كل من تحبه، بهذه الورقة من الزهرة الجميلة في حياتنا تستطيع أن تدخل عطر شبيه بعطر زهرة الياسمين هو عطر الطمأنينة والإحساس بالراحة النفسية يأسر القلوب ولا يخرج منها إلا بخروج الروح من الجسد، وهي ورقة في زهرة كزهرة التوليب فيها عطر الخوف على الحبيب من المرض ومن شدة خوفك عليه أنك ستمرض عند مرضه وستشفى بمجرد شفاءه من المرض.
مرض الحبــيب فعدتـه فمرضت من حذري عليه
وأتى الحبــيب يعودني فبرئــت من نظــري إليــه
هذه الورقة لا تعرف صغيراً ولا كبيراً، لا عزيزاً ولا فقيراً، لا ضعيفاً ولا قوياً، وفيها أروع إحساس يعمل على جمع الأرواح والقلوب قبل الأجساد، وتعمل على بث ذبذبات تدخل الى العقول ولا تخرج منه إلا بمفارقة الروح من الجسد، نجد أن هذه الورقة أستطاعت أن تجمع بين أعظم زوجين في تأريخ البشرية منذ أن خلق الله الكون وهما سيدة نساء العالمين "السيدة خديجة عليها السلام" وهي السيدة الشريفة ذات الحسب والنسب الجاه والمال فقد أحبت رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" الرجل اليتيم الفقير، أحبته قبل بعثته عليه الصلاة والسلام لما وجدت فيه من الأمانة والصدق الأخلاق الحسنة وعرضت عليه الزواج وتزوجا، وهي أول من صدقته من النساء برسالته عليه الصلاة والسلام وفدته بروحها ومالها من أجل إعلان رسالته الى البشرية أجمعين، وفي المقابل هي لم تخرج من قلب الرسول "صلى الله عليه وسلم" ولا من عقله ولا من روحه وظل فترة طويلة بعد وفاتها لم يتزوج عليها من شدة حبه وإكرامه لها.
ينبغي على الأزواج إذا أرادوا أن يجعلوا حياتهم زهرة جميلة، أن يأخذوا ورقة المحبة الصادقة من أعظم زوجين في التأريخ هما الرسول "صلى الله عليه وسلم" وسيدة نساء العالمين "السيدة خديجة عليها السلام"، لما لا يكرم الأزواج بعضهم البعض بالمحبة حتى بعد وفاة أحدهما، يجب علينا أن نغرس ورقة محبة زوجاتنا وأزواجنا في قلوبنا إذا أردنا أن نكون مسلمين بحق، لا أن يعامل الزوج الزوجة كأنها خادمة أو ألة عاملة في البيت، عليه أن يتعامل معها بأنها إنسانة لها روح وأحاسيس وعواطف مليئة بالحب والحنان، وبالمقابل إذا فعلت ذلك ستقابلك هي بنفس الإحساس من المشاعر المليئة بالمحبة.
نعم أنا زوج مسلم أو زوجة مسلمة وسأغرس ورقة المحبة في قلبي ولن أخرجها منه أبداً، إلى أن تخرج روحي من جسدي كما فعل أعظم زوجين هما الرسول "صلى الله عليه وسلم" والسيدة خديجة عليها السلام.
من القصص الغريبة في هذه الورقة من الحياة، روي أن رجلاً كتب رقعة يستفتي بها الإمام الشافعي في حبه لعجوز إبنة تسعين عاماً، قال فيها:
ماذا تقول هداك الله في رجل أمسى يحب عجوزاً بنت تسعين
فأجابه الشافعي:
نبكي عليه فقد حق البكاء له حب العجوز بترك الخرد العين
حياتنا زهرة كزهرة الياسمين أو التوليب تزهر فيها ورقة جميلة هي ورقة المحبة الصادقة أمام شمس محبتنا لمن نحب ومحبتهم لنا، لأنه عندما تكون قلوبنا مليئة بالحب سنعمل على إسعاد من نحبهم من خلال إظهار العطف والحنان والطيبة من الخلق والكلام الجميل اللطيف لهم، وبذلك نجد أن هذه الورقة تزهر في قلوبهم قبل عقولهم، ومن ثم تنبع في نظرات أعينهم لتبادلنا بالمحبة، وهذه الورقة تبعث أجمل إحساس يأسر قلوب الزوجين والأستاذ والطالب، والطبيب والمريض، والمهندس والعامل، لذا علينا أن لا نفرط ونفقد هذه الورقة الجميلة ونضمها في قلوبنا بكل حنان حتى نعيش حياتنا براحة وهناء.