كاكا المدريدي عضو ذهبي
عدد المساهمات : 118 الشهره : 33243 التقييم : 2 تاريخ التسجيل : 12/11/2009
| موضوع: نصب الحرية 30/11/09, 02:20 pm | |
| نصب الحرية يعتبر واحدا من المعالم الفنية المعاصرة في بغداد الحديثة, وهو يعبر عن توق الإنسان للانعتاق من قيود العبودية والتبعية, وهو ذو أبعاد جمالية وإنسانية يضاهي بها الأعمال العالمية قوة وتعبيرا.
هذا النصب جعله الفنان جواد سليم في أربع عشرة مجموعة رمزا لثورة 14 تموز سنة 1958م,. ولكل مجموعة فكرتها ولكنها تتصل واحدة بالأخرى, بإفريز طويل يعطي لمجموعها معنى ساميا لفكرة النصب. أما أقسام المنحوتة فهي: الحصان الجامح والرجال الأربعة: الحصان واحد من الرموز العربية وهو يدل على أصالة الشعب العراقي وباستدارة رأسه يرمز إلى ثورته, والرجال الأربعة, يرتدي أحدهم الكوفية والعقال, يحاولون لجمه,.. الحركات في مجموعها توحي بفكرة بداية ثورة, أو أنها بداية حياة ملؤها الخصب والانعتاق. رواد الثورات المعاصرة الذين يحملون اللافتات عاليا ما يوحي بفكرة تمرد الشعب على الطغيان في ثورتي 1920 و 1941م,. وفي غمار هذا التحدي نحت سليم طفلا هو رمز الأمل والمستقبل. المرأة الباكية: وهي تمثل أعرق الموروثات الشعبية في العراق, فإذا حل أمر جلل وخطب كبير راحت المرأة تبكي وترفع عباءتها, وبها تلف أعلى جسمها,.. أراد الفنان اظهار المآسي والعذابات التي مرت على الشعب. أم ترثي ولدها المقتول ومن حولها نسوة أخريات يشاركن في العزاء, ولعل جواد سليم قلد سلفه مايكل انجلو في مرثياته وليس من قبيل الصدفة أن يختار فناننا فلورنسا مكانا لنحت هذه التماثيل. أم تحنو على طفلها, ما يجسد الحنان والحب اللذين تغدقهما الأم على وليدها. المفكر السجين وراء القضبان وقد انطلقت يداه عليها إشارة إلى أن الفكر مهما قيد فهو لا بد أن يتحرر. جندي يحطم قضبان السجون والمعتقلات ويثب كالليث وقد توترت عضلاته وحطمت قبضته القوية أبواب السجن دلالة على نيل الحرية والخلاص. الأبواب المحطمة تدل أيضا على انفتاح المستقبل على مصراعيه. الشمس تعلو رأس الجندي الثائر رامزة إلى فجر جديد مفعم بالأماني. الحرية ممثلة بامرأة تحمل مشعلا وهي من التراث الإغريقي, وعندما سئل سليم عن غياب قدميها أجاب: إن القدمين تلتصقان بالأرض, وأنا أريد للمرأة أن تحلق عاليا بلا قيود. الدعاء والاستقرار رمز لهما الفنان بفتاة تحمل أغصانا, وقد تدلت ضفائرها على شكل هلالين, أما الحمامة فقال عنها النحات بأنها ترمز إلى مطوقات الجوامع البغدادية. دجلة والفرات يمثلهما النخيل والغلال الوفيرة, فسعفات النخيل تنتشر حول رأس إحدى النسوة, وثمة امرأة حبلى, أما الصبية حاملة الطيور فهي رمز خيرات بلاد ما بين النهرين, وفي اللغات العراقية القديمة فإن كلمة دجلة تعني النخيل, وفرات الخصب. فلاحان عتيدان يرمزان إلى عراقة الزراعة في بغداد. الصناعة يرمز إليها رجل يحمل مطرقة وهو في وقفة تعبر عن الإباء والشمم. أنجز جواد سليم التصاميم في بغداد, وقد تفذها في مدينة فلورنسا في إيطاليا, في أقل من سنتين, ويعتبر النصب من أهم أعماله الفنية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|