تفتح مدرسة في الهند أبوابها لتعليم الأطفال الفقراء فن التسول، وتقع تلك المدرسة في قرية غولغوليا بمنطقة نائية في ولاية اترانشال، في الشمال الشرقي للهند. وتوجد بالقرية 200 عائلة يرسلون أطفالهم إلى المدرسة المفتوحة لتعلم المهنة ويتلقون دورسا خاصة في "علم أصول التسول".
ويقول "المدرس" بارادش لـ"العربية" مبررا وجود مثل هذه المدرسة:، "ليس بيدنا حيلة؛ فلا طعام ولا مال ولاعمل لأهل القرية وبالتالي علينا أن نتسول".
وتتفق ريكا غولغوليا وهي أم لأحد التلاميذ في تلك المدرسة مع بارادش بتساؤلها: "ماذا تريدنا أن نعمل؟ لا أحد يكترث لمعاناتنا، ولا أحد يريد مساعدتنا. المسؤولون يأتون؛ يستمعون إلينا ولايفعلون شيئا. وتضيف قائلة: "لا أعتقد أن المشكلة سوف تحل في حياتي. الوضع سيء للغاية وأوضاعنا كذلك".
ويخضع الصغار لتدريبات يومية في الصباح قبل التوجه إلى أماكنهم المحددة لممارسة المهنة، ومن ثم يتجمعون في المساء مع ذويهم على العشاء ويعطونهم ما حصلوا عليه من المال، ويقول راجو عن تجربته في التسول: "أذهب إلى القرى المجاورة وأتسول، ومن ثم أشتري ما نحتاجه من الطعام والمؤن وأعود للبيت في المساء".
أما الطفلة لاكشمي، فتتمنى لو أن الظروف تساعدها في الذهاب إلى مدرسة حقيقة تنهل فيها من العلم والمعرفة وتحقق لها أحلامها، حيث قالت لـ"العربية" أريد الذهاب إلى مدرسة لأتعلم وأصبح ضابطة لتحسين حياة أهلي وحياتي.
و يوجد في هذه القرية الفقيرة قرابة 200 عائلة تدرب أطفالها على التسول لضعف الدخل وعدم استجابة السلطات المحلية لمطالبهم وإعانتهم على كسب لقمة العيش. وتحدث الناشط الاجتماعي انيل كومار باندي إلى "العربية" عن مدى معاناة هؤلاء القرويين، موضحا أن "أبناء هذه القرية يمارسون مهنة التسول لأربعة أجيال متتالية وهم يدربون أطفالهم عليها جيلا بعد جيل" والحكومة تعدهم بتحسين أوضاعهم ولكن لا أحد يهتم بهم ".
ومع قرب موعد الألعاب الرياضية لدول الكومونولث في العاصمة الهندية دلهي، فإن السلطات هنا تحاول القضاء على ظاهرة التسول حيث تعج شوارع العاصمة بأكثر من 100 ألف متسول.