اعزف الالم لترقص طربا تلك المرأه المائيه

هل كنتِ امرأة مائيّة، حتى تنسابي من أصابعي خلسةً،
ربما .. فأنتِ – قطعًا – بطعم المطر!

أن أشتاق للذكريات، أن أفكر فيما مضى، أن أحاول استعادة نصف ثانيةٍ أو أقل، كلُّها أمورٌ في معجم الحسِّ محكيّة، يتشاركها كُثر، يندب حظّه على عتباتها طوابيرٌ من الخائبين والخائنين، لكنني الآن مشتاقٌ لما كان يمكن أن يكون، لصفحةٍ من الآتي أخفاها شعركِ الطويل، لحالة شعوريّة لا أظنها تتكرر، لتلك البسمة التي كانت ستدمن شفتيّ، ولصوفيّة كانت ستتفشّى في عروقي، وتمنحني جنونًا كافيا، لأشوّه شكل الممكن، وأجمِّل المستحيل!
أحببتك كثيرًا، وبشكل مستقطع، لكنني لم أصل للنقطة التي تجعلني أعاند بحبّك الدنيا، أو أخوض تجربة حب فاشلة مسبقًا مرة أخرى، وصلت للأرض المحايدة، تلك التي ينمو فيها النبات حنينًا ورغبةً في القرب، وتشرق فيها الشمس فيروزًا، ونشيدها الوطني ماجدة!

رحلتِ، أم أنّك غائبة فحسب؟
إن كانت الأولى صحيحة، فأنا بما كان سأقتات، أما إن صحّت الثانية، فأنت تتقنين الغياب بنفس القدر الذي تجهلين فيه التغابي، ذاك التغابي الذي كبّل قلبي مرّة، فأراد أن يقفز من صدري إلى الشّارع، يسلّم على المارة، وينظم المرور، ويسمك بيد مترددةٍ، ويدهسني .

لم أرتكب جرمًا لأعتذر، لم أنتقي، لم أقرر، لم أحاول، لم أتكلّم،
منفيةٌ كلُّ الأفعال أمام خضوعي، وكبريائك

ربما كان اللقاء رصاصةً، لا يحدث ضجّة إلا مرة واحدة، ربما خرجنا من المغارة، وذبنا في الضجيج، وكبرنا، ربما صدقت تلك الكلمات التي كنت أحسبها ليست سوى احتمالات شبه مستحيلة، أو ربما أعطيت نفسي حجمًا أكبر منّي، وكان غيري أشطر في القياس!، أحاول التقدم أمامًا، لكن حذائي ملتصق بالرصيف، وحين أذكّر نفسي أن الماضي ليس سوى منصة للقفز قدمًا، أتذكر أنني صفرٌ في الجمباز!
أكثر أنواع التفكير إعجازًا في الألم،
أن تفكر فيما إذا كان يفكر فيك أحدهم!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لمروركم الرائع تسلمون