تعال أربط عينيك بقطعة قماش وأمسك يدك وأتجه بك نحو باب الخروج من عالمهم.
تعال أسرقك ليوم واحد,ثم أقبل جبين الحياة شاكرة ممتنة وأغادرها بسلام.
تعال نتسلل من حدود الزمن على أطراف أصابعنا كي لا نوقظ أهل الزمان.
تعال نمزق أوراقنا الرسمية وصورنا الشخصية ونفقد ذاكرتنا بما خلفنا,ونمضي بعيدا.
تعال نبصق في وجه الظروف ونصفع وجه الفراق ونحلق نحو الحلم,عصفوران لا ثالث لنا.
تعال نتحايل على الواقع ونشبك ذراعينا باصرار,ونسافر الى جزيرة بعيدة لا أحد معنا.
تعال نصعد الى القارب الخشبي,ونبحر الى جزيرة لا تفتح أبوابها الاّ لقلبي وقلبك فقط.
تعال نتجرد من أحذيتنا,ونجري فوق شاطىء البحر,بأقدام حافية,كطفلين,ونردد بلوعة:ليتنا لم نكبر.
تعال أسير معك تحت القمر,وأضع رأسي على كتفك,وأغني لك أغنيتك المفضلة بصوت مجروح.
تعال أجلس خلفك على ظهر الحصان,ونستفزه بالسوط حتى يجمح بنا خارج حدود الزمان والمكان.
تعال نعيد حكاية البدء,نسكن في الكوخ ونأكل من البحر,ونكتشف النار,ونستتر بأوراق الشجر.
تعال ننغمس في الأساطير وأحداثها,فأراقصك كأميرات الحكايا,وأترك لك فردة حذائي الذهبي عند الفجر.
تعال نفتح كتاب التاريخ,ونختبىء فيه,ونختار حقبة زمنية أخرى,ونتسلل الى عصر اّخر.
تعال أفتح لك دفاتري,وأعرفك على أبنائي وبناتي منك,وقصائدي الممنوعة بك,وكتاباتي التي لم يقرأها قبلك بشر.
تعال أتجول معك في طرقات وطني,وأعرفه عليك,وأهمس له:يا وطني هذا الرجل وطني.
تعال أعترف لك كم تمنيت أن أزور وطنك,متخفية برداء الليل وظلمة الطريق,كي أراك من بعيد.
تعال أتتبع لك خطوط كفك,وأتنبأ لك مازحة أن خط الحياة بينك وبين مجنونتك سيتوقف قريبا,وأن الروح التي
أحبتك بجنون على رحيل.
تعال أقرأ لك فنجان قهوتك,وأردد عليك ضاحكة مخادعة:"بحياتك يا ولدي امرأة عيناها سبحان المعبود"وأفتح
عيني أمامك بشقاوة طفلة,لأثبت لك أنني أنثى فنجانك.
تعال أقلم لك أظفار يديك وقدميك بجنون عاشقة,فاذا ما انتهيت وضعت قصاصات أظافرك بيدي,وفتحت لك
كفي وأخبرتك بفرح ألا شيء يعادلها لدي.
تعال أمشط لك شعرك وأنت مغمض العينين,وأعد الشعيرات البيضاء برأسك,وأبوح لك أنك حين تكبر سأحبك أكثر.
تعال نلعب بالطائرات الورقية,فاذا ما سرق الهواء طائرتي افتعلت الزعل,وجئتك طفلة غاضبة أبحث عن دلالك.
تعال نتجرد من تهذيب تربيتنا,ونشوة حضارة المدينة بقطعة فحم نكتب بها على الجدران اسمي واسمك وتاريخ ميلادي وميلادك.
تعال مد لي يديك مغمض العينين,بكسل طفل مدلل,ودعني أغلق أزرار أكمامك باهتمام أم بطفلها الأول.
تعال افرد أمامي ذراعيك,ودعني أغرقك بعطرك المفضل وأحرق قطع العود تحت ردائك وأبوح لك أن لا رجل
بجاذبيتك أنت.
تعال توضأ للصلاة أمامي,ودعني أقف خلفك أراقبك بحب,أمسك المنشفة بانتظارك لتجفيف ماء وضوئك.
تعال أبوح لك بأمر موت بدأ يقترب مني وأنت اّخر من يعلم.
تعال أعيشك قبل أن أعيش الموت,فلا أمان للموت.
تعال أضع رأسي على صدرك وأبكي بحرية تشبه الحرقة,وأصارحك كم تمنيتك في زمن المستحيل.
........................................................................................................
........................................................................................................
........................................................................................................